في شهر ربيع الأول لكل سنة تناطحات ونقاشات حول الإحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام في منابر ومساجد مختلفة كمايحدث ضجة في منصات تواصل الأجتماعي في شرعيته وعدمهافي الأوان الأخيرة،
فتوى تؤيده وأخرى تعارضه وترمي بالكفر والشرك لفاعله، سنوات وسنوات صدعوا رؤوسنا بالجدال العقيم وقصص قريبة إلى السريالية وينظمون مجالس وساحات مع الإحتفال أوضده وبجهد جبار يمكن أن يساهم بناء بلدة بأكملها.
فكأنك في بلد ذابت به كل التضاريس وتحديات الأجتماعية، وأنكسرت سلاسل الأوهام، وأتحدت جدوله حتى شكلت أنهارا، فلاسارق يسرق الأموال ولاقاتل يزهق الأرواح وأغلقت السجون بعد إنخفاض نسبة مرتكبي الجرائم، لاعقوق ولا نشوز لا فساد ولا محسوبيه ولا حروب أهلية ولا مشردين الذين لا يملكون بيوتا لأئقة-نعم- كل شيء على مايرام، وبالضبط سنغافورة في القرن الإفريقي.
ولذالم يجد رجال الدين وقتا للبحث عن قضايا جدرية التي يتأثر بها العباد والبلاد، وبالبداهة يتفق بها الجميع مثل الحديث عن النظافة ورفع المظالم ومحاربة الفساد وبناء القيم الإجتماعيةونبذة التفرقة والمساهمة في أعادة الأمن، فهذه المسائل القريبة الذكر لم تعكر صفوة مياه الراكد ويعتبرون هوامش ولأتستحق النقاش حولها في وقت يهتمون ويكررون في عشرات السنوات بمسائل فرعية فيألفون كتبا ويسجلون محاضرات لساعات عدة تصب جلهم في شرعية الأحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هنا أنشأ جيل جديد تخرج على يد وهولاء العلماء لا تجمعهم صلات قوية، والذين يركزون نقاط الأختلاف القليلة بالنسبة للمصالح المشتركة وتربوا على التدين المظهري والقريب إلى التعصب،
أما الحوار الهادئ والمبني بقواعد المناظرات العلمية فمرحب في كل المجالات بما فيه الأحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام بأسلوب راقي لا يمت بالصلة الرمي بالكفر والشرك بحيث تكون النتيجة الحوار أقناع الجهات المتناطحة فكريا والمتباينة مبدئيا بانه ليست النهاية الحتمية للحوار ولن تكون سحق الأخر واخضاعه بل ماهو أبعد من ذلك الذي هو إدارة الأختلاف وإستغلال جماليته بانسجام تام وحفظ عناصره والتعاون فيما بينهم بالمسائل المتفقة عليها والكثيرة مقارنة بالمختلفة عليها.
ليس الأحتفال بالمولد فحسب من يثير الجدل حوله ولكنه واحد من مواضيع الشائكة والتي إستمرت في إهتمام الناس، قبل أن يحدث فجوة بين العلماء والجيل المعاصر الذين لم تكن لديهم أهمية ما في تلك المواضيع التقليدية والمنتهية صلاحيتها.
وفي الألفية الجديدة عصر السوشيل ميديا والتكنولوجيا تباينت المواضيع المطروحة وتغيرت الأفكار وتابع المجتمع المحافظ برامج وافلام وقرء كتبا وشارك في ندواة عبر الأنترنيت وتحول إلى 180درجة نتيجة الأنفتاح وحركت المياه الراكدة والأفكار الجامدة وصقل القريحة وما كان يثير مشاعرهم قبل سنوات أصبح اليوم المزبلة النسيان، ولن يعود المجتمع إليها بل يهرول إلى مزيدا من المغامرة للخروج من الصناديق السوداء إلى الخيال الفصيح.
يرى المحتفل بالمولد بفعله تعطيما للرسول صلى الله عليه وسلم فيما يراه غيره وقوعه في الشرك، ولكن الله سبحانه وتعالى"وأعتصموا بحبل الله جميعا" وهل الأختلاف في مسألةما تفسد الود وتحول بين المجتمع؟ ألم يحن التوقف عن النقاش حول الإحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق