السبت، 7 ديسمبر 2019

ضحايا الحروب لا يملون.......

   كانت ليلة هادئة بمنتجع ليدوا أحد أجمل المنتزهات مقديشوا والتي تستقطب آلاف الصومالين في كل يوم، عدد من الأمواج متلاحقة تنكسر قبالة جموع من عشاق البحر، نسيمه العطرة تلاعبك من جميع الجهات
لم تكن تلك المشاعر مألوفة في مجتمع نشأ على أنغام الحروب وطبل المدافع وتحت رحمة العنف المسلح، شرذمة تمشي وأخرى واقفة مع بعضها تتحدث عن حكايات أنست المشاكل البيئة المحيطة، ولعلها أبرزها النطاحات السياسية المستمرة للعقودالأخير، وفرص العمل.

واما انا أفضل المشي على الأتربة البيضاء بالقرب المياه النقية التي تبعث في النفوس بالأمل والحيوية، في البعض الأحيان أنقش الأسم المحبب لدي على التربة الرطبة وألتقط منه صورة؛ كي أشارك الحبيبة صاحبة ذلك الإسم أوأحتفظ بالهاتف أنه وقت المناسب لتصبح أكثررومانسية، فكأنك في مشهد سينمائي أو تقرأ رواية عاطفية تهيم في العالم الخيال وبالقرب منا تنبعث الموسقا الساخنة من طراز أبرا الأمريكية إحدى البارات القريبة والتي ترقص فيها فرق لا تحترف بها، ويرتاد بها الفئة الشابة والذين يرون الطراز القديم الرجعية و البداوة.

وأماإذا كنت ممن يطربون بالعود والطبل فلا تعجل فأن في هناك مقامات تتجمع فيها الهواة بالفن السبعينيات والذي وصل صداه إلى الجيل الجديد ممن لديه حس أدبي مرهف لا تعكر ه موسيقاالغربية المرعب، ويملئ في ءاذان المستمعين لحانون ومطربون أغنيات تتميز جزالةالمعنى وسهولة اللفظ قبل أن يصبح الفن كلمات فارغة عديم المضمون.

ولكني بعد سويعات من المشي على الساحل لابد من الجلوس في أحد الكراسي المطاعم مع صديقي الذي دائما يخاصمني بمعظم القضايا المطروحة "لأن الصداقة ليست توافقا كليا" وأصبحت المجالس مكتظة الزبائن المتنوعة بعضهم يحمل جنسيات مختلفة منها جنسية الأوروبية والأمريكية التي أضافت إلى منتديات المفتوحة وأماكن العمل بمصطلحات جديدة تعطي المتغربين الصومالين الأولوية في الوطائف الشاغرة هكذا يقولون ولكني واثق بأن الصومال بحاجة إلى الجميع بغض النظر عن التميز المواطنين في أي معيار كان.
ومن جانب الأخر من يلتقطون الصور لتوثيق تلك اللحظات التاريخية لتوديع أحد الأفراد العائلة الذي يسافر إلى الخارج وتجهش بنت جميلة بالبكاء وينغسل عن وجهها المكياج لمفارقة أخيها الذي كان يهدم بيت دميتها في صغرهم.

وهناك حصان أحمر اللون لامع الشعر عليه سرج وكأنه هو الموصوف في الأشعار العربية وهومعد ليكمل مشاوار المتنزهين الموالعين في التجارب الجديدة والمغامرات الفريدة، وكم من شخص يمطيها لأول مرة ويصوربها كأنه إحد الأبطال الوارد في أفلام الأيطالية.

وهولاء المجتمع مستعدون لوقف نزيف الدم وإعادة الأمن والأستقرار في مدنهم ومساهمة بناءها لتنافس الصومال البلدان المجاورة والذي لم تخص شعوبهم في الحروب لأنهم وجدوا نتيجة النزاع المسلح في الساحة الصومال بدون أن يدفعوا قرشا من فواتير الحرب ضد المنظمات المسلحة، بل هم شاركوا في عملية حفظ السلام التي تقوده إتحاد الأفريقية ويمولها المجتمع الدولي لتعود إليهم ملايين الدولارات بإضافة إلى الخبرة والتدريب ودفاع بلدانهم عن مد التنظيم المسلحة والتي لاتعترف بالحدود السياسية،

ولكن بإعادةالنظر إلى تلك التحديات أمام بناءهيكلة الدولة القائمة على القانون والتي لم تكن سهلة توحيد الصفوف في إنشاء مرافق العامة وخدمات الإجتماعية في ظل صراعات دينية، نلاحظ أن سوء هضم وعدم جاهزية الشعب لقبول أنظمة الدولة الحديثة هو أحد ديناميكيات النزاع المستر في الصومال، وقراء الدستور وتفسير نظام الديمقراطية المنشودة حسب الواقع حتى لا تكون تناطح بعض قواعدهما بالواقع.

خلاصة: الخروج من المأزق الحروب إلى حدائق السلام ليس بين عشية وضحاها بين يستغرق مدة زمنية ولاسيما إذا لم يضع الحرب أوزارها عقود ولابد من عقود مثلها لأعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية بالإضافة ألى البعد عن اسباب إنهيار والدخول في تلك الحروب.




















الاثنين، 11 نوفمبر 2019

الكوميدي الذي يحفر المقابر في الحروب الأهلية

     في نهاية القرن العشرين كنت في بداية العقد الثاني والتي من الطبيعي الذهاب إلى مدارس حفظ القرءان الكريم، في كل صباح لما تشرع الديوك الصياح وتغرد الطيور في أوكارها بألحان تنادي بها باليوم الجديد، تتقلب على تلك السرير بعد نوم عميق وقدطافت بك الأحلام عوالم قريبة إلى الخيال والذي يتحقق فيه المستحيلات منها الطياران في الهواء الطلق، وبعض تلك العوالم مرعب لأنك تقطع فيه الكيلومترات خوفا من حيوانات المفترسه وشرير قاتل، وقد تشاهد خلاله موت أحد الأشخاص الذي تعرفه.

بعد الأستيقاظ فزعاوالتنفس العميق والإلتفات باليمين والشمال " أنا بخير" تحدث بها نفسك، تزداد فرحا بأنه حلم وليس حقيقة، وربما من الصعب القيام بسرعة من الفراش وتنهال عليناتوبيخ الأمهات أو الجدات الحنونة وتتحرك قليلا ثم تستمر في النوم، وبعد عشرة دقائق ترجع الأم مرة أخري حيث تهددك بسب المياه البارد عليك في حين عودتها وأنت نائم.

متثاقلا وغير مرغوب بمفارقة السرير، تتحسر على فوات أوان النوم والذهاب إلى المدرسة التحفيظ حيث لم تكن حافظا في درس اليوم بالأضافة إلى عدم القدرة على ردأسئلة المعلم القوية البنية الذي عصاه لا تفارق يده وهوايته الضرب ولم يتلق أي تدريب في مهنته التربوية ولا يبالي الألام الجسدية والنفسية علاوة على ذلك أنه لاتوجد في المدرسة أدوات التسلية في ملأ الفراغ العاطفي للطفل.

ومجرد مقابلته في الطريق تحاول الإخفاء كي لا تحتاج إلى ممبرات بعد العودة إلى مدرسة بسؤال
" لماذا أنت في هناك؟ " الصعبة الرد؛ لانك في أحد المحظورات في لأئحة المدرسة غير المدونة أي تلعب كرة القدم في أزقات الحى.
في كتاتيب حفظ القرءان لا يمكن لبس الثياب الجدد ولا ذوات الألوان الفاتحة لإستخدام الحبر المكون من الصمغ وبودرة الفحم النباتي واللواح المنحوت من الأشجار المنتشرة في الصومال في حفظ القرءان الكريم والكتابة من جهه و شح بالثياب المتنوعة لمعظم الطلاب من جهة الأخرى بسب تدني مستوي الإقتصاد الشائع في البلاد.
في الطريق تعرفت على رجل طعن في السن الذي تبدو عليه القوة التي ودعته وتركت أخاديد جسمه تتحدث عن حفر تأريخية وتجارب في الحياة ولديه أربع زوجات و مائة وأربعين ولد وحفيد في عام ١٩٩٩م، عائلته تشكل قرية بدرجة أنهم لن يحتاجون من يلعب معهم كرة القدم ويشتهر في منطقته بإسم "نونو" الحفار.
ومع تنوع المهن والحرف حسب المواهب والإهتمات مثل الملاحةوالزراعة والهندسة والطب وغيرها من الحرف يمتهنونها المؤهلون ويجنون عبرها المال بالأضافة إلى الشهرةمثل نجوم افلام والملاعب، الذين يعشقهم ملايين الذي يتمنون لقاءهم في يوماما، فإن نونو هو نجمنا المفضل في زمن الحروب والتي أصبحت مطالبة حفرالمقابر روتينيا ولاسيما في الناطحات القبلية والأيديولجية وبالتالي فأن عشرات مقابر مستعدة مسبقا لاشتباكات العشائريةومن ثم حاجةلإستقبال نزلاء الجددليصبح مثواه الأخير.

ويغدو نونو إلى عمله في الصباح الباكر معه تلك الأدوات البسيطه ويطمح مزيدا من الحراك والنشاطة لأداء مهمته، وان البشاشة لا تفارق وجهه الهرم، كوميدي يسرد القصص بطريقته ويعود بك الزمن إلى أزمنة غابرة فشتان فيما بين وطيفته وموهبته الفنية وحسه المرهف وذاكراتة الفريدة، ورغم وجود فارق السن كبير بيننا وبينه إلا أنه كان يتماشي بعقلية الشبان وطريقتهم في التعبير ولهجاتهم السوقية، كيف لا ! وهو يدير تلك القرية المتعددة العناصر.

وكان يمازحنا تحت شجرة أمام منزله لما كبر وعجز عن الحركة ولكن أدواره لم يكن شاغرا إذ قام أحد إبناءه الذي تدرب على يده على إكمال مسيرة إبيه ويكررنونو دائما أنه يحبنا ويجب حياة الجميع ولكن موت أحد السكان هي الطريقة الوحيدة التي يجني بها الأموال للعيش به ولأسرته الكبيرة، إذ هو يحبنا ويتمنى لنا الموت.
وبعد سنوات طويلة عدت إلى تلك الشجرة وجلست لإستعادة بعض الذكريات الماضية ولكن الأكثر إيلاما أنك لن تسطيع  لقاء نونو مرة أخرى لأنه سلك نفس الطريق الذي كان يوما ما مصدرا لرزقه وطريقة عيشه لقدوقع براثين المنية.

هل لديك صديق يعمل في هذه الوظيفية؟ وهل تمنيت له
مزيدا من العمل؟
شاركونا فى أراءكم في التعليقات

الخميس، 7 نوفمبر 2019

الجدل حول الأحتفال مولد الرسول عليه الصلاة والسلام...... إلى متي سيستمر؟

 
  في شهر ربيع الأول لكل سنة تناطحات ونقاشات حول الإحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام في منابر ومساجد مختلفة كمايحدث ضجة في منصات تواصل الأجتماعي في شرعيته وعدمهافي الأوان الأخيرة،
فتوى تؤيده وأخرى تعارضه وترمي بالكفر والشرك لفاعله، سنوات وسنوات صدعوا رؤوسنا بالجدال العقيم وقصص قريبة إلى السريالية وينظمون مجالس وساحات مع الإحتفال أوضده وبجهد جبار يمكن أن يساهم بناء بلدة بأكملها.

فكأنك في بلد ذابت به كل التضاريس وتحديات الأجتماعية، وأنكسرت سلاسل الأوهام، وأتحدت جدوله حتى شكلت أنهارا، فلاسارق يسرق الأموال ولاقاتل يزهق الأرواح وأغلقت السجون بعد إنخفاض نسبة مرتكبي الجرائم، لاعقوق ولا نشوز لا فساد ولا محسوبيه ولا حروب أهلية ولا مشردين الذين لا يملكون بيوتا لأئقة-نعم- كل شيء على مايرام، وبالضبط سنغافورة في القرن الإفريقي.

ولذالم يجد رجال الدين وقتا للبحث عن قضايا جدرية التي يتأثر بها العباد والبلاد، وبالبداهة يتفق بها الجميع مثل الحديث عن النظافة ورفع المظالم ومحاربة الفساد وبناء القيم الإجتماعيةونبذة التفرقة والمساهمة في أعادة الأمن، فهذه المسائل القريبة الذكر لم تعكر صفوة مياه الراكد ويعتبرون هوامش ولأتستحق النقاش حولها في وقت يهتمون ويكررون في عشرات السنوات بمسائل فرعية فيألفون كتبا ويسجلون محاضرات لساعات عدة تصب جلهم في شرعية الأحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هنا أنشأ جيل جديد تخرج على يد وهولاء العلماء لا تجمعهم صلات قوية، والذين يركزون نقاط الأختلاف القليلة بالنسبة للمصالح المشتركة وتربوا على التدين المظهري والقريب إلى التعصب،

أما الحوار الهادئ والمبني بقواعد المناظرات العلمية فمرحب في كل المجالات بما فيه الأحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام بأسلوب راقي لا يمت بالصلة الرمي بالكفر والشرك بحيث تكون النتيجة الحوار أقناع الجهات المتناطحة فكريا والمتباينة مبدئيا بانه ليست النهاية الحتمية للحوار ولن تكون سحق الأخر واخضاعه بل ماهو أبعد من ذلك الذي هو إدارة الأختلاف وإستغلال جماليته بانسجام تام وحفظ عناصره والتعاون فيما بينهم بالمسائل المتفقة عليها والكثيرة مقارنة بالمختلفة عليها.

ليس الأحتفال بالمولد فحسب من يثير الجدل حوله ولكنه واحد من مواضيع الشائكة والتي إستمرت في إهتمام الناس، قبل أن يحدث فجوة بين العلماء والجيل المعاصر الذين لم تكن لديهم أهمية ما في تلك المواضيع التقليدية والمنتهية صلاحيتها.

وفي الألفية الجديدة عصر السوشيل ميديا والتكنولوجيا تباينت المواضيع المطروحة وتغيرت الأفكار وتابع المجتمع المحافظ برامج وافلام وقرء كتبا وشارك في ندواة عبر الأنترنيت وتحول إلى 180درجة نتيجة الأنفتاح وحركت المياه الراكدة والأفكار الجامدة وصقل القريحة وما كان يثير مشاعرهم قبل سنوات أصبح اليوم المزبلة النسيان، ولن يعود المجتمع إليها بل يهرول إلى مزيدا من المغامرة للخروج من الصناديق السوداء إلى الخيال الفصيح.
يرى المحتفل بالمولد بفعله تعطيما للرسول صلى الله عليه وسلم فيما يراه غيره وقوعه في الشرك، ولكن الله سبحانه وتعالى"وأعتصموا بحبل الله جميعا" وهل الأختلاف في مسألةما تفسد الود وتحول بين المجتمع؟ ألم يحن التوقف عن النقاش حول الإحتفال بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام؟































الاثنين، 4 نوفمبر 2019

لماذا نحن هكذا؟


في خضم الحروب والمجاعة والخوف والأمراض والتشريد، وكل ماهو من شيم بلدان النزاع والفشل السياسي ليس المعني انعدام النخبة القائدة،والعقول المفكرة، والثقافة في تلك المجتمعات بل هم موجودون بكثرة  ولكنهم مهمشون في الساحة السياسة وتقودهم في السلطة شرذمة أوصلهم الحظ الى القمة.
 ماهوالمفقود في البلاد؟
وفي التسعينيات لما كنا أطفال نجلس تحت شجر مظلة في الحي مع كبار السن يتحدثون تواريخ أصبحت خبر كان، نستأنس بها علها تملاء الفراق الوجداني الناتج عن الحروب المستمرة ،ومن بين كبار السن من إذا سرد الحديث أنصاغ اليه الجميع ويروي تفاصيل الأيام المرة ويجهش الخاضرون بالبكاء تارة ويتمتعون بقصصه تارة أخرى، علاوة على ذلك علمنا بعض الكلمات باللغة الإيطالية، أنه العم علي، العجوز المخضرم الذي دخل مغديشو عاصمة الصومال 1930م  وعمل ماسح الأحذية في أيام الأستعمار الإيطالي الذي كان يحكم جنوب الصومال وعرفت  فيما بعد بإسم الصومال الأيطالى، ثم نادلا في إحدى المقاهي الإستعمار .  وبعذذلك تحول إلى السواق لعربة الفرس والتي كانت أنذاك بمثابة حافلات نقل العام في الحاضر وتسع لستة أشخاص يدفعون الليرة الأيطالية، وهي العملة الرسمية في جنوب الصومال في ذلك الوقت حسب ما تحدث إلينا العم علي.
حديثه كان كقصة في مسلسل تاريخي يوميا  علما بأنه لا توجد في العاصمة مغديشو أئذاك إذاعات مستقلة ناهيك عن التلفاز ووسائل الأعلام الرقمية، ما عدا جرائد اليومية الناطقة بأسم القبائل الصومالية حيث يعتمد المجتمع وخاصة الشيوخ منهم في تلقي الأخبار اليومية عبر البي بي سي والتي تبث عبر الموجات القصيرة والمتوسطة مجتمعين في مقهي توفرلهم تلك الخدمة مجانا، وعادة ماتنتهي الجلسة في نقاش وتحليل ما ورد في الأذاعة المسائية.
ويبالغ العم علي في وصف ويلات الاستعمار الإيطالي وجهود الصومال في رفع مظالمه والأستقلال منه، ثم يتوقف عن الحديث وتذكر مأساة الشعب الصومال بعد إنهيار الحكومة  المركزية في خريف عام 1991م ويتذكر البيوت التي هدمت والطرق التي قطعت والمدن التي هوجرت منها والدماء التي سفكت والمحارم التي هتكت، مزارع  التي حرقت، على أيدي المسلحين الصوماليين الذين أخذواالسلاح في تلك الثورةوعلق أمالهم  ملايين من الشعب الصومال في إنهاء الحكم العسكري الذي حكمهم بالحديد والنار طيلة عقدين من الزمن وفي ذلك الوقت بالذات فتحت أبواب جهنم على الشعب الصومال،  فيمكنك أن تقارن الخسائر التي نتجت عن الحرب الصوماليين للأستعمار والحروب الأهلية والتي لم تكن بحاجة إلي الشرح لأننا نعيش بتفاصيلها ولدينا أسماء من الأبناء المنطقةالذين أزهقت أرواحهم بأشياء بسيطة لا تستحق تلك المجازفة،
ثم يتابع العم على حديثه  فيبدء زرع روح الأمل في نفوس الحاضرين ذاكرا تواريخ بلاد مروا بنفس التجربة وذاقت شعوبهم الألوان البأس والحرمان وأعادت اليهم الحياة بعد تلك الرحلة الشاقة بحكمة شيوخها وجهد أبناءها.
     وبعد بضع عشرين عاما من وفاة العم على وجدت نفسي قد عادت إلى ذكريات تلك الأيام المليئة بالحوادث مثلا : حسن مات برصاصة طائشة، صالح قتله أبناء قبيلة فلان ثأرا على أبنها المقتول وغيرها من القصص الحزينة،  وذلك لعدم وجود السلطة الشرعية والتي تحكمهم وتدافع حقوق المدنيين، وتمنع إنتهاك الكرامة الإنسانية، وأدركت بأننا لاتنقصنا الثرواة ولاالنخب ولاالقيادة، كما يقول الفيلسوف افلاطون " أن الطبقة الحاكمة لا بد منها الحكمة وإرادة في تدبير شئون البلاد والعباد" ونحن في تلك الحقبة  التي يسود في بينا قانون الغابة "القوي يأكل الصعيف" يا للأسف ،ولولا تلك الحكمة المفقودة لهانت الأمور ؛لأنها الوسيلة الوحيد لتحقيق العدالة الإجتماعية والتي هي اللبنة الأولي في تحقيق مسار الدولة والسير نحو دمقرطة الحكم ووضع الأمور في نصابها والتماسك في سبيل التقدم والتطور ونبذ الفرقة والإختلافات والتي لاتعي شئا  مقارنة في مصلحة العامة.
والخلاصة : يعيش الشعب الهندي المتكون من أعراق وأديان مختلفة في ظل دولة واحدة، بينما يعجز الشعب الصومالي المنحدر من عرق واحد ويعتنق الإسلام مائة في المائة في تكوين دولة مركزية ويلجأ الفيدرالية إنها الحكمة المفقودة ياسادة.

ضحايا الحروب لا يملون.......

   كانت ليلة هادئة بمنتجع ليدوا أحد أجمل المنتزهات مقديشوا والتي تستقطب آلاف الصومالين في كل يوم، عدد من الأمواج متلاحقة تنكسر قبالة جموع ...